الأمم المتحدة تتهم ليبيا بالتخلي عن المهاجرين واللاجئين في الصحراء
الأمم المتحدة تتهم ليبيا بالتخلي عن المهاجرين واللاجئين في الصحراء
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن المهاجرين واللاجئين يتعرضون لترحيلهم إلى أوطانهم من ليبيا دون فحص أو دراسة حيثيات قضاياهم.
وفي إشارة إلى ما حدث مؤخراً بحق 18 لاجئاً من السودان، تم نقلهم عبر الصحراء قبل أن يتم تركهم لمصيرهم المجهول على الحدود مع السودان، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان الجمعة، إنه بمثابة نموذج لما يمر به اللاجئون في ليبيا، مضيفاً أن 24 إريترياً يواجهون في الوقت الراهن معاملة مماثلة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت الأمم المتحدة، إن الأطفال والحوامل تم ترحيلهم لأوطانهم بهذه الطريقة أيضاً، كما تم احتجاز اللاجئين في معسكرات الاعتقال خلال الآونة الأخيرة، وحرمانهم من التواصل مع وكالات المنظمة الدولية.
وذكر المكتب أن مثل هذه الإجراءات ضد الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء فراراً من الخطر، تنتهك القانون الدولي، مضيفاً أن المهاجرين يخشون من سوء المعاملة بشدة من جانب الحكومة وعصابات تهريب البشر على حد سواء.
ومن جانبه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن ليبيا ليست مكاناً آمناً لإعادة اللاجئين والمهجرين الذين يتم القبض عليهم في البحر المتوسط.
وعبر «غراندي» عن قلقه من تقليل الدول الأوروبية عمليات إنقاذها في السنوات الأخيرة، مشدداً على ضرورة الالتزام بإنقاذ أي شخص وسط البحر بغض النظر عن وضعه القانوني.
وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أنهم عملوا لسنوات مع منظمة الهجرة الدولية وبالتعاون من السلطات الليبية وآخرين، من أجل العمل على تحسين أوضاع المهاجرين واللاجئين في ليبيا، لكن مجهوداتهم تشهد الكثير من المد والجزر بسبب تقلبات الوضع في ليبيا.
وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن أمله في أن تجرى الانتخابات وتسير ليبيا نحو استقرار أكبر، بما يمكن المنظمة من العمل والعودة إلى هناك.
وفي وقت سابق، انتقدت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، نظام منع المهاجرين من الوصول إلى شواطئ أوروبا، معتبرةً أنه فشل في معالجة جذور المشكلة ولم يخدم حتى الآن سوى مصالح دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت المنقوش: “فضلاً.. لا تلقوا بالمشكلة على كاهلنا، ولا توجهوا أصابعكم إلى ليبيا، ولا تصورونا على أننا دولة تسيء معاملة المهاجرين ولا تحترمهم”.
وبرزت ليبيا كنقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط، على أمل عيش حياة أفضل في أوروبا.
ويسعى آلاف المهاجرين واللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا كل عام لعبور البحر المتوسط في رحلات محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا على متن قوارب مكتظة وغير صالحة للإبحار في كثير من الأحيان.